قانون العقوبات البديلة يسهم في حل ثلاث معضلات ويواجه صعوبات التطبيق بالمغرب
آخر تحديث GMT 20:35:00
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

قانون العقوبات البديلة يسهم في حل ثلاث معضلات ويواجه صعوبات التطبيق بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قانون العقوبات البديلة يسهم في حل ثلاث معضلات ويواجه صعوبات التطبيق بالمغرب

المؤسسات السجنية
الرباط - المغرب اليوم

مع دخول القانون رقم 43.22 المتعلق بالعقوبات البديلة، وكذا مقتضيات مشروع المرسوم رقم 2.25.386 بتحديد كيفيات تطبيقها، حيز التنفيذ بدءا من يوم الجمعة 22 غشت 2025، انطلق الحديث عن مدى إمكانية مساهمته في تخفيف الاكتظاظ بالمؤسسات السجنية.

ويثير القانون الحديث نقاشات وسط رجال ونساء جهاز العدالة حول كيفية تنزيله وشروط تنفيذه، ومدى التوفر على الآليات والموارد البشرية لإقراره، وكذا الجانب المضيء في النص القانوني في حال تنزيله بالشكل السليم على أرض الواقع.

في هذا السياق يرى وزير العدل والحريات السابق مصطفى الرميد أن تحقيق الغايات السامية من تشريع هذا القانون “تتوقف على حسن تنفيذه من قبل المؤسسات المعنية به، وهي، أولا، قضاء الحكم، الذي ينبغي أن يتحلى بما يجب من استيعاب جيد لمقاصد هذا القانون، ومعه النيابة العامة، التي يتعين أن لا تطعن في الحكم الصادر بهذه العقوبة إلا لأسباب استثنائية جدا، وذلك لكون أي طعن من جانبها يؤدي لا محالة إلى تأجيل تنفيذ الحكم القاضي بالعقوبة البديلة إلى غاية صيرورة المقرر القضائي الصادر بها حائزا لقوة الشيء المقضي به، وهو ما لا يتلاءم مع طبيعة هذه العقوبة، خاصة إذا تعلق الأمر بمعتقل”.

بالنسبة للمحامي يوسف الزرقاوي، عضو مجلس هيئة المحامين بالدار بالبيضاء، فإن هذا القانون يندرج في إطار سياسة جنائية جديدة، خاصة في شقها الرامي إلى إرساء سياسة عقابية ناجعة من خلال إقرار بدائل للعقوبات السالبة للحرية، سيما أن إحصائيات وزارة العدل سنة 2020 تشير إلى اكتظاظ السجون جراء العقوبات قصيرة المدى، حيث بلغت 44.79 بالمائة، علما أن لها تكلفة مادية ومعنوية ومجتمعية.

ويرى الزرقاوي، وهو دكتور في القانون، أن ارساء هذا القانون “هو خروج من دائرة التصلب القانوني، الذي طبع الأنظمة الجنائية التقليدية، لأنه من المفروض أن يكون منطق النص القانوني معالجة الجريمة خلال المستقبل وليس الماضي”، ناهيك عن أنه قانون يشتمل على شقين، موضوعي وإجرائي مسطري، على اعتبار أنه ليس مستقلا، وإنما نسخ وعوض أحكام الفصل 14 من القانون الجنائي.

ولعل أهمية هذا النص، وفق الباحث في مجال القانون، تكمن في أنه سيجيب عن ثلاث إشكاليات، تتمثل في اكتظاظ السجون والتكلفة المالية للدولة والتكلفة الاجتماعية بالنسبة للسجين.

وأوضح في هذا الصدد أن هذا القانون “سيساهم في التخفيف من الاكتظاظ بالسجون، ومن التكلفة التي تتحملها الدولة تجاه نزلاء المؤسسات السجنية، وهو أمر مهم، وأيضا التكلفة الاجتماعية التي يتحمل أثارها مرتكب الجريمة، حيث إنه في كثير من الأحيان حين متابعة شخص في حالة اعتقال يتم حرمانه من دخله ومنصبه، مما يؤثر على المتهم وأسرته ككل”.

اليزيد ناعمي، محام بهيئة الدار البيضاء، يرى أن هذا القانون يعتبر منعطفا جوهريا في الترسانة القانونية المندرجة في السياسة الجنائية المغربية، مشيرا إلى أنه سيشكل قفزة نوعية في حال تنزيله بالشكل السليم على أرض الواقع.

وأبرز المحامي ذاته، في تصريحه له، امتيازات هذا القانون باعتباره إصلاحا في السياسة الجنائية يكرس توجها نحو أنسنة العقاب وتخفيف الضغط عن المؤسسات السجنية.

وتتجلى هذه الامتيازات، وفق ناعمي، في إعطاء فرصة ثانية للمتهمين عبر تمكينهم من بدائل إنسانية وفعالة، بدل السجن الذي قد يزيد من عزلة الجاني، سيما أنه نص ضمن أنواع بدائل العقوبات الغرامة المالية التي سيؤديها المدان بدل العقوبة، والتي تتراوح بين 100 درهم و2000 درهم عن كل يوم.

وذهب المحامي بهيئة الدار البيضاء إلى القول بأن التنزيل الحقيقي لهذا النص القانوني سيكون بمثابة امتحان لثلاث جهات مكلفة بالتنفيذ والجزاءات، تتمثل في وكيل الملك، وقاضي تنفيذ العقوبات، الذي يعد المسؤول القضائي المركزي عن تتبع التنفيذ اليومي للعقوبة وضبط أي إخلال قد يقع من طرف المحكوم، مع صلاحية رفع تقارير إلى المحكمة لاتخاذ القرارات اللازمة، ثم الإدارة السجنية، التي تضطلع بمهمة توفير الإمكانيات اللوجستية والبشرية لمواكبة تنفيذ هذه العقوبات، سواء في حالة العمل لفائدة المنفعة العامة أو المراقبة الإلكترونية أو برامج إعادة التأهيل.

ولعل هاجس التنزيل سيظل الرهان الأكبر لدى مختلف المتدخلين من أجل التنفيذ الصارم لمقتضيات القانون، كما ذهب إلى ذلك مصطفى الرميد، الذي أكد أن “القوانين مهما كانت جيدة، فإن جودتها تتبخر إذا لم تجد موارد بشرية مؤهلة ومحفزة ونزيهة تسهر على التنفيذ الصارم لمقتضيات هذا القانون، حيث لا يكون وسيلة للتهرب من العقاب، خاصة فيما يهم عقوبة العمل للمنفعة العامة، إذ قد تقع تواطؤات بيروقراطية، تجعل هذه العقوبة مجرد حبر على ورق، كما يقع بالنسبة لتوقيع الحاضر من بعض الموظفين، نيابة عن الغائبين منهم”.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

العقوبات البديلة يدخل حيز التنفيذ لتخفيف الضغط على المؤسسات السجنية وتعزيز فرص إعادة الإدماج

توقيع إتفاقية تعاون بين وزارة العدل المغربية والمرصد الوطني للإجرام والمندوبية السامية للتخطيط

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون العقوبات البديلة يسهم في حل ثلاث معضلات ويواجه صعوبات التطبيق بالمغرب قانون العقوبات البديلة يسهم في حل ثلاث معضلات ويواجه صعوبات التطبيق بالمغرب



نوال الزغبي تتألق بصيحات الموضة الحديثة

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:50 2025 الأحد ,24 آب / أغسطس

إطلالات دينا الشربيني تلهم عشاق الموضة
المغرب اليوم - إطلالات دينا الشربيني تلهم عشاق الموضة

GMT 12:23 2025 الخميس ,26 حزيران / يونيو

كولومبيا تخصص يوماً للاحتفال بنادي الوداد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib