القدس المحتلة - المغرب اليوم
أعلن منظمو "أسطول الصمود العالمي" أن قافلتهم المبحرة نحو قطاع غزة أعلنت حالة التأهب القصوى بعد اقتراب ما وصفوه بـ"سفينة حربية إسرائيلية" فجر الأربعاء من سفينة القافلة الرئيسية "ألما"، وتعطّل أنظمة الاتصالات على متنها خلال الحادثة. وقال المنظمون إن السفينة الإسرائيلية طوقت "ألما" لفترة وجيزة قبل أن تقترب من سفينة أخرى باسم "سيريوس" ثم تغادر المنطقة، وإن القبطان اضطر لتنفيذ مناورة حادة لتفادي اصطدام محتمل.
وذكر بيان القافلة أن تعطّلاً واسعًا طرأ على وسائل الاتصال على متن "ألما"، بما في ذلك أنظمة البث عبر الدائرة المغلقة للسفن، ما دفع المنظمين إلى رفع حالة الاستنفار وتطبيق بروتوكولات الطوارئ المقررة، والتي شملت إلقاء الهواتف المحمولة في عرض البحر لحماية الاتصالات الحساسة. وأكد البيان أن المشاركين على متن السفن اتبعوا إجراءاتهم الأمنية تحسبًا لاحتمال اعتراض أو تصعيد ليلي.
ويستمر الأسطول في رحلته باتجاه غزة، ويبلغ موقعه حاليًا مسافة تقل عن 180 ميلاً بحريًا من شواطئ القطاع، فيما أشار المنظمون إلى اقترابهم من "منطقة عالية المخاطر" سبق أن شهدت اعتراضات وهجمات على بعثات بحرية مماثلة. وأضافوا أن نشاط الطائرات المسيرة ازدادت فوق القافلة مع تقدمها، وأن عدة سفن «مجهولة الهوية» اقتربت من بعض قوارب الأسطول، بعضها كان يبحر بلا أنوار، قبل أن تغادر تلك السفن لاحقًا.
وادّعى منظمو الأسطول أن فرقاطة إيطالية مرافقة حاولت عرقلة مهمتهم، مشيرين إلى أن وزارة الخارجية الإيطالية أخبرت القافلة أن الفرقاطة ستوجّه نداءً لاسلكيًا أخيرًا يطال المشاركين لمغادرة السفن والعودة إلى البر قبل دخول "المنطقة الحرجة". ووصف البيان هذا الإجراء بأنه "تخريب" لمهمة الإغاثة وليس حماية، متهمًا إيطاليا بأنها تتصرف كمنفذ لإسرائيل بدلاً من ضمان سلامة المدنيين وتسهيل مرور المساعدات إلى غزة.
من جهتها، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني القافلة إلى وقف مهمتها، محذرة من أن المواجهة مع إسرائيل قد تخل بالتوازن الهش الذي قد يمهّد لحلول سياسية وفق المبادرة الأميركية الأخيرة، ومشيرة إلى أن تصاعد التوتر قد يُستخدم ذريعةً لعرقلة تلك الجهود. وفي المقابل، قال منظمو الأسطول إن هدفهم يتمثل في "كسر الحصار البحري غير القانوني المفروض على غزة وفتح ممر إنساني وتوصيل إمدادات طارئة للسكان المدنيين".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن قوات البحرية الإسرائيلية رفعت حالة التأهب لاعتراض "أسطول الصمود العالمي" ومنعه من الوصول إلى شواطئ غزة، موضحة أن نحو خمسين سفينة قد دخلت نطاق اعتراض إسرائيل، وأنه من الممكن سحب سفن القافلة إلى ميناء أشدود مع احتمال إغراق بعضها في البحر. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى وجود ترتيبات لنقل الركاب والشحنات من سفن القافلة إلى سفينة بحرية كبيرة في حال التصعيد، بالنظر إلى عدد السفن وحجمها هذه المرة.
وقال ناشطون على متن القافلة إنهم يتجهون نحو علامة الـ120 ميلاً بحريًا من غزة، قرب المنطقة التي اعتُبرت سابقًا "منطقة الخطر الشديد"؛ إذ شهدت بعثات سابقة اعتراضات وهجمات. وأكد أحد المشاركين على متن سفينة "يولارا" أن المعنويات عالية وأن الجميع على استعداد لمواجهة أي محاولة لاعتراض الأسطول، بينما صرّحت ياسمين أجار، عضو اللجنة التوجيهية، من على متن "ألما" بأن القوارب وصلت إلى ما وصفته بـ"المنطقة البرتقالية" التي تسبق الخطر الشديد.
وترد إسرائيل بأن الهدف من منع دخول السفن هو حماية منطقة عمليات نشطة ومنع تقديم دعم لحركة حماس، فيما قال مسؤول إسرائيلي سابق إن القافلة تشكل استفزازًا وليست عمليّة إنسانية بحتة. وبينما تتبادل الأطراف اتهامات بشأن النوايا والشرعية، يبقى مصير القافلة ومسعاها الإنساني معلقًا على مدى تصعيد التوتر البحري واحتمال تدخل قوات دولية أو وساطات دبلوماسية لتفادي مواجهة مفتوحة في البحر.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر