القدس المحتلة - ناصر الأسعد
تصاعد التوتر الأمني في شمال الضفة الغربية اليوم عقب انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية إسرائيلية قرب مدينة طولكرم، ما أسفر عن إصابة جنديين وتضرر آلية عسكرية. وقد سارعت كتائب سرايا القدس – كتيبة طولكرم – إلى تبنّي الهجوم، في تصعيد يأتي في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على المدينة وتكثيف العمليات العسكرية في مناطق الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن إصابة اثنين من جنوده بجراح طفيفة نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية إسرائيلية قرب حاجز "نيتساني عوز" على مدخل مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأكد المتحدث العسكري باسم الجيش أن الانفجار تسبب في تضرر آلية عسكرية من طراز "بانثر"، موضحاً أن العبوة الناسفة انفجرت أثناء مرور القوة الإسرائيلية قرب السياج الأمني المحيط بالمدينة. وعلى إثر الحادث، فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا مشددًا على طولكرم، وشرعت بتنفيذ عمليات تفتيش ومداهمات واسعة في المنطقة المحيطة بموقع الانفجار.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات باشرت فرض حصار أمني كامل على مداخل مدينة طولكرم بعد الهجوم، ومنعت دخول أو خروج السكان، وسط استنفار أمني في محيط مخيم نور شمس.
وفي المقابل، أعلنت سرايا القدس – كتيبة طولكرم، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، تبنيها للهجوم. وأشارت في بيان مقتضب إلى أن "مقاتليها تمكنوا عند الساعة 1:20 ظهرًا من تفجير عبوة ناسفة من نوع شجاع 1، تم إعدادها مسبقاً، مستهدفين بها آلية عسكرية إسرائيلية من طراز "نمر" قرب حاجز نيتساني عوز، ما أدى إلى إخراجها عن الخدمة وإصابة من فيها".
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام فقط من عملية إطلاق نار نفذها مسلحون فلسطينيون قرب محطة حافلات في حي راموت شمال القدس، والتي أسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين، مما يزيد من حدة التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية.
وتشهد مناطق شمال الضفة الغربية، خاصة جنين وطولكرم، عمليات اقتحام متكررة ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ عدة أشهر، تحت ذريعة ملاحقة خلايا مسلحة. وقد وصلت الحملة إلى ذروتها أواخر فبراير الماضي حين تم نشر دبابات إسرائيلية داخل جنين، في مشهد يعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الثانية.
وبحسب تقارير فلسطينية، فقد أسفرت هذه العمليات عن تدمير عشرات المباني، وجرف منازل بأكملها لفتح ممرات عسكرية، ما أدى إلى تشريد آلاف المدنيين داخل المخيمات المكتظة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، ارتفعت وتيرة العنف في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق. ووفق بيانات السلطة الفلسطينية، فقد قُتل ما لا يقل عن 973 فلسطينيًا على يد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، غالبيتهم من المدنيين.
وفي المقابل، تشير البيانات الرسمية الإسرائيلية إلى مقتل 42 إسرائيليًا في هجمات فلسطينية أو خلال العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في أنحاء الضفة الغربية.
قد يهمك أيضا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر