قال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه قصف "أكثر من 150 هدفاً" في مدينة غزة منذ توسيع هجومه البري مساء الإثنين.وجاء في بيان للجيش "على مدى اليومين الماضيين، نفذت القوات الجوية وسلاح المدفعية ضربات على أكثر من 150 هدفاً إرهابياً في أنحاء مدينة غزة دعماً للقوات المناورة في المنطقة".
وفي وقت سابق، أعلن الجيش إقامة "مسار انتقال مؤقت" لخروج سكان مدينة غزة منها، غداة توسيع الهجوم البري وتكثيف القصف على كبرى مدن القطاع.
ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على منصة إكس بياناً قال فيه "من أجل تسهيل الانتقال جنوباً يُفتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين"، مشيراً إلى أن الانتقال سيكون متاحاً عبر هذا المسار "لمدة 48 ساعة" اعتباراً من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّه من المتوقع انضمام الفرقة 36 إلى العملية العسكرية خلال الأيام المقبلة، قائلة إن تقديرات الجيش تفيد بأنّ هذه العملية قد تستمر ما بين "شهرين إلى ثلاثة أشهر".وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية لوسائل إعلام محلية إن "مركز قيادة حركة حماس يقع في مدينة غزة، ويُعتقد أنّ القائد العسكري للحركة عز الدين الحداد متحصّن داخل أحد الأنفاق هناك".
وبالتزامن مع تكثيف القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في القطاع، قُتل 17 فلسطينياً بينهم سبعة في مدينة غزة وأصيب آخرون منذ فجر اليوم الأربعاء.
وبحسب مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد شهد يوم الثلاثاء مقتل 108 في قطاع غزة، معظمهم من شمال القطاع، إضافة إلى 9 من الوسط و6 من الجنوب.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن فتح "مسار انتقال مؤقت" عبر شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة، عبّر عدد من سكان المدينة عن مخاوفهم العميقة من استخدام الطريق، مستذكرين تجارب سابقة وصفوها بـ "الخطيرة والمأساوية".
محمد الكحلوت، أحد سكان غزة، قال لبودكاست غزة اليوم عبر بي بي سي إن "الجيش الإسرائيلي لا يمكن الوثوق به"، مضيفاً: "في النزوح الأول تم أسر عدد من المواطنين وفُقد آخرون. طريق صلاح الدين كان صعباً وخطيراً جداً، ولن يغامر أحد الآن بحياته أو حياة عائلته قبل التأكد الكامل من أن الطريق آمن".
وأضاف الكحلوت: "أنا شخصيًا لست مستعداً أن أضع عائلتي في مناطق رعب، ولن أكرر الأخطاء السابقة".
وقال أبو حمزة: "أفضل الخروج من طريق الرشيد، فهو أكثر أماناً من طريق صلاح الدين المهدد من قبل الجيش الإسرائيلي. أولادي لا يتحملون ما قد يشاهدونه هناك".
أما إبراهيم عبود فأكد أنهم تلقوا اليوم أنباء عن فتح الطريق، لكنه أشار إلى أن "الخشية من الغدر الإسرائيلي حاضرة دائماً"، قائلاً: "الجيش قد يقصف المارين في أي لحظة. نحن باقون في غزة، وإذا اضطررنا للخروج، فسيكون من طريق البحر، لا من طريق محفوف بالمخاطر".
وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الاستهداف الإسرائيلي لمستشفى عبد العزيز الرنتيسي للأطفال في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.
وذكرت الوزارة في تصريح صحفي أن القصف استهدف الطوابق العلوية للمستشفى ثلاث مرات متتالية، بفواصل زمنية لا تتعدى بضع دقائق، مما يؤكد - بحسب الوزارة - على "نهج الاحتلال الممنهج لضرب المنظومة الصحية في القطاع وإخراجها بشكل كامل عن الخدمة".
ويُعد مستشفى الرنتيسي التخصصي الوحيد من نوعه في قطاع غزة، حيث يضم أقساماً حيوية تشمل علاج الأورام، وغسيل الكلى، وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، وهو ما يجعله مركزاً طبياً لا غنى عنه للمرضى في القطاع.
وكان يتواجد في المستشفى وقت القصف 80 مريضاً يتلقون العلاج في تخصصات مختلفة، من بينهم 4 حالات في قسم عناية الأطفال و8 حالات في قسم العناية المركزة لحديثي الولادة.
وبحسب وزارة الصحة، فقد غادرت 40 حالة المستشفى بعد القصف بحثاً عن مكان آمن يقيهم وأطفالهم الخطر، فيما تبقّى 40 مريضاً مع مرافقيهم، إلى جانب 12 حالة عناية مركزة، و30 من أفراد الطاقم الطبي.
وجددت الوزارة مناشدتها لكافة الجهات المعنية، المحلية والدولية، بضرورة التدخل العاجل لتوفير الحماية للمؤسسات الصحية، والطواقم الطبية، والمرضى في محافظة غزة، "في ظل ما يتعرضون له من استهداف مباشر وممنهج".
يتجه الفلسطينيون نحو وسط مدينة غزة عبر شارع الرشيد حاملين أمتعتهم المحدودة في المركبات والعربات التي تجرها الخيول وعلى الأقدام، بعد أن أجبروا على الفرار بسبب الهجمات الإسرائيلية المكثفة على شمال غزة.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تيس إنغرام، إن النزوح الجماعي القسري للعائلات "تهديد مميت للفئات الأكثر ضعفاً"، مع استمرار تساقط القنابل على غزة في إطار التصعيد الإسرائيلي على المدينة.
وفي حديثها من جنوب قطاع غزة إلى الصحفيين في جنيف، قالت المتحدثة باسم اليونيسف إن العائلات الفلسطينية وأطفالها الجائعين يُدفعون جنوباً "من جحيم إلى آخر".
وأضافت: "من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، ممن عانوا من العنف والصدمات النفسية جرّاء أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفرّوا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر".
وقالت إن سوء التغذية لدى الأطفال في غزة يتفاقم، مشيرة إلى أنه وفقاً لتقديرات اليونيسف، يحتاج حوالي 26 ألف طفل في القطاع حالياً إلى علاج لسوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من عشرة آلاف طفل في مدينة غزة وحدها، التي تم تأكيد وجود المجاعة فيها أواخر الشهر الماضي.
في السياق، وجهت أكثر من 20 وكالة إغاثة دولية، الأربعاء، رسالة عاجلة إلى الأمم المتحدة ورؤساء دول العالم، دعت فيها إلى التدخل الفوري لوقف ما وصفته بـ "حرب الإبادة الجماعية" التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
واستندت الوكالات في رسالتها إلى نتائج لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والتي خلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت أربعة من أصل خمسة أفعال تُعرّف كجرائم إبادة جماعية وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
وأكدت الرسالة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "هو الأشد فتكاً في تاريخه"، منبهةً إلى أن عسكرة نظام المساعدات الإنسانية باتت تشكل خطراً قاتلاً، في ظل استهداف المدنيين أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء والماء. وأضافت أن آلاف المدنيين يواجهون إطلاق نار مباشراً أثناء سعيهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وحذّرت الوكالات من أن تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك الفوري قد يؤدي إلى عواقب إنسانية "لا يمكن تصورها"، داعية الحكومات إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والعمل من أجل وقف العنف وإنهاء الاحتلال، تمهيداً لتأمين حياة كريمة وآمنة لسكان قطاع غزة.
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر بتمويل حماس، معتبراً أن الضربة التي استهدفت قادة الحركة الفلسطينية في الدوحة الأسبوع الماضي كانت "مبررة".
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي: "قطر على ارتباط بحماس، فهي تؤويها وتمولها. لديها أدوات ضغط قوية، لكنها اختارت عدم استخدامها". وأضاف "لذلك، كان تحركنا مبرراً تماماً".
الهجوم الذي استهدف قادة حماس في الدوحة، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص، هو أول ضربة إسرائيلية من نوعها على قطر، حليفة الولايات المتحدة.
ولا تربط الدولة الخليجية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي تستضيف منذ سنوات قادة الحركة الفلسطينية.
كذلك، اضطلعت قطر بدور محوري في التوسط بين إسرائيل وحماس في المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وفي وقت سابق من العام، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن اثنين من مساعدي نتنياهو يخضعان للتحقيق من قبل جهاز الأمن الداخلي (شاباك) بشبهة تلقي أموال من قطر.
وأثارت الفضيحة التي أُطلق عليها اسم "قطر غيت" تساؤلات حول احتمال وجود نفوذ قطري في مكتب رئيس الوزراء.
وندّد نتنياهو، الذي دُعي للإدلاء بشهادته في التحقيق في مارس/آذار، بهذه القضية باعتبارها "حملة شعواء مدفوعة سياسياً".
وربطت وسائل إعلام إسرائيلية إقالة الحكومة لرئيس الشاباك رونين بار ومحاولات إقالة النائبة العامة غالي بهاراف ميارا بدورهما في هذا التحقيق.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر