بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها
آخر تحديث GMT 13:25:23
المغرب اليوم -
الإمارات ترفع الحظر عن السفر لمواطنيها إلى لبنان اعتبارا من 7 مايو إعلام إسرائيلي يعلن أن شركة طيران "Air Europa" ألغت جميع رحلاتها المقررة غدا من مدريد إلى تل أبيب شركة لوفتهانزا الألمانية تعلق رحلاتها الجوية من وإلى تل أبيب حتى 6 مايو الخطوط الجوية الهندية تعلق رحلاتها إلى تل أبيب حتى 6 مايو نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تتحرك لتوجيه ضربة قاضية للحوثيين بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52,535 شهيداً و118,491 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023 الدفاعات السودانية تتصدى لهجوم بطائرات مسيرة استهدف قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعاً للبضائع في مدينة بورتسودان الشرطة الإسرائيلية تعلن العثور على قنبلة موقوتة ملفوفة بعلم إسرائيل في منطقة بات يام جنوب تل أبيب لقجع يُهنئ لاعبات نادي الجيش الملكي بمناسبة تتويجه بلقب البطولة الاحترافية للموسم الرياضي 2024-2025. الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف الصحفيين في فلسطين وتسجيل 180 حالة اعتقال منذ الإبادة
أخر الأخبار

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

دلال قنديل
بقلم : دلال قنديل

كيف لمبدع مستباحة حقوقه وحريته ان يحمي ابداعه؟

يشيح زائرو معرض بيروت الدولي للكتاب وجوههم عن الواجهة البحرية المطلة على آثار زلزال العصر في مرفأ المدينة .
ينحازون لفرحة عودة النبض للقاعات الخاوية  منذ عام2019.
تنظيم المعرض المتقلصة مساحته إنجاز يعتد به المنظمون رغم تراجع عدد المشاركين.
لطالما كانت الكتابة الأصيلة هماً ذاتياً إبداعياً لكن عدم توافر روافد دعمها يجعلها عرضة للاندثار.
يستوقفني ناشر لا يعرف النوم قبل أن ينهي التدقيق بكتاب احبه، وآخر يسّر لي في دردشة ان كتاباً فلسفياً نشره قد غيرَ حياته.
كم تنعش آمالنا ظاهرة الناشر المثقف وكم نخشى تقهقرها كما هو حاصل في عالمنا الآيل لتسليع كل شيء .تسليع الثقافة كقيمة فكرية قبل اي شيء آخر.الثقافة ليست ظاهرة هي لب تطور المجتمعات وحصيلة تقدمها.هي الحصان الذي يقود العربة والرافعة التي تنهض بها.
عن اي ثقافة نتحدث والعلم الى تقهقر في بلد تنفث جامعته الوطنية انفاسها الاخيرة ويهاجر شبابه ومثقفوه.
قد يبدو معرض الكتاب مناسبة لسؤال مستفز هو قديم جديد، لكنه يبقى ماثلاً امام هول الاستخفاف بنتائجه على مدى السنوات.كيف تستمر الكتابة كفعل يتنامى و حقوق المؤلفين والمترجمين مهضومةبلا روادع؟كيف يبدع من يرى حياته مهددة ومستباحة بالقمع والقهر والتسلط في مجتمع العصبيات المتفاقمة؟ .
تحت شعار الثقافة يُستباح  نتاجُ المبدعين و عبودية المؤلفين مبررة.كثر جعلوا الكتاب سلعة تبتغي الربح.يطبعون نسخاً متراكمة بلا تعداد، يسرقون حقوق المؤلفين بلا رادع ، يمتهنون التزوير وسيلة كسب وان غير مشروعة.
تطفو الاحتفالات على السطح،
ندخل محرك غوغل لتصبح آلاف الكتب محملة بلا ترخيص او اذن او حقوق يكفي ان تكون قد كتبت بالعربية.علامة فارقة لتشريع السرقة واستباحة الفكر.
قدلا يسأل معظم المؤلفين عن حقوقهم لأصالة علاقتهم المتنامية بالكتابة ، ربما هي الوهم او الحلم الذي يتغذى به الواقع والهواء الذي يتنفسونه ليبقوا على قيد الحياة.
أليست ظاهرة نشر بعض المؤلفين لكتبهم في المشاع الادبي تستحق التوقف.قد تأتي تضامناً مع تذمر قرائهم من تردي الاوضاع المعيشية التي جعلت اقتناء الكتب ترفاً يتعذر نيله ، لكنها في جانب آخر وسيلة استعادة لحقوق مسلوبة من ناشرين استولوا على حقوقهم.ناشرون قلة يحترمون اصول الابداع الفكري بعقود مبرمجة بنسخ محددة يحصل المؤلف على نسبة من مبيعاتها ويتواصلون من اصحاب المؤلفات الاجنبية لترجمتها بأمانة ، هم قلة قليلة لكنهم الخميرة المتبقية ، اذا ما قيض لهم الاستمرار وهم يسيرون عكس رياح الكسب السريع.
ان تكون كاتباً في زمن شحت فيه الثقافة والمعرفة يعني ان تصارع الحياة بيومياتها الشاقة لتخرج من سلاسل العبودية الى فضاءالحرية بالكتابة.  خارج فضاءات مواقع التواصل في قاعات معرضها تطل بيروت بجانبها الآخر المتلاشي كفعل ثقافي حيوي في بناء الفكرة واثارة النقاش حول كل ما يدور في المحيط لا بل في العالم .كان يقصدها المثقفون لعقد مؤتمراتهم من كافة الدول لتمتعها بشعاع الفكر وفضاء الحرية.
كيف نخرج الى فضاءات الحرية في بلاد اسيرة العتمة والسرقات المفضوحة المتسترة بالصمت والذل اليومي؟
ماذا يخفي المشهد البيروتي العابق برائحة الحبر الذي سال على كتب من كل نوع ولون .
هل عادت بيروت التي عرفناها عاصمة للنشر والعلم والمعرفة ؟
ألا يجدر ان نطرح السؤال عن جديد الاصدارات واكثرها رواجاً لدى القراء؟
أي نوع من الكتب سيخرج الى الضؤ في بلاد اظلم نورها؟ وعن اي ثقافة ممكن ان نتحدث حيث بات العيش  عبئاً على قاطنين يعدون اياماً قليلة تعبر دون إذلالهم.
الكتابة فعل تفريغ واسلوب عيش والا لتوقف هذا الزبد الابداعي الفائض للبنانيين مقيمين ولمغتربين ما زالت اواصر الكتابة تربطهم بلغة تمسكوا بها وبوطن لم يحفظ ادنى حقوقهم.
تتنفس بيروت بمعرض الكتاب دون ان تستفيق من كبوتها.
لا بل قد تفضح المشهدية ما آلت اليه المناسبة مقارنة مع معارض الكتب العربية بعدما كان معرض بيروت مناسبة يتحلق حولها العرب من دول العالم اجمع فتقلصت مشاركتهم بفعل الازمات المتمادية.
غربة بين الشباب والكتاب لا بل بينهم وبين لغتهم الام كيف نردمها؟ وهل تكفي الجوائز المتواضعة او المنح الاجنبية لتحريك الوصل المقطوع بين جيل شبابي يكتب بلغات العالم ولا يعرف لغته الام؟
نافذة معرض بيروت المفتوحة على عالم النشر كمطبعة للشرق قبل زمن تثير في النفس نوازع متناقضة.ليس فقط لمن هو مثلي يرى من بعيد حركة كانت جزءاً من ديمومته على مدى سنوات قبل الانهيار الكبير والزلزال الذي تلاه .كان معرض بيروت للكتاب محطة سنوية نربط روزناماتنا على وقعها كل عام. تطل علينا وجوه الاصدقاء من الاعلاميين والكتاب والناشرين كعرس ثقافي تضج به اجنحة المعرض ويتمدد الى كل ملتقى ومقهى لا بل لمعظم بيوت الكتاب والناشرين في مدينة الحرف .
تصل الصور متناقضة اليوم ، أتلقفها عبر صفحات التواصل الاجتماعي بحزن الابتعاد عن مشاركة شعراءوكتاب هم اصدقاء الكتابة حتى قبل معرفتهم الشخصية.
يشكو اللبنانيون غلاء الكتب.
تكثر احتفالات التوقيع ،هي فرصة التقاء حول الكتاب ، قد تخرج عن سياقها عندما تصبح فرصة ترويج تجعل من الكتاب سلعة.
يشكو الصحافيون والمهتمون نوعية النشر ،يشكو الناشرون غلاء تكاليف المعارض وصناعة الكتاب .
الكل يشكو من الكل في بلاد العذاب ما دامت الضوابط مفقودة والفوارق شاسعة وكل ما نشهده خطوة للخلف مقارنة مع ما سبقه.ثمة قائل بأن الخطوة تنطوي على مغامرة وجرأة تُحسب لكل من أعلى للكلمة شأناً حيثما تُستباح المعرفة وتنهار القيم.

قد يهمك أيضا

معرض بيروت الدولي للكتاب يفتتح دورته الـ 58

 

المملكة السعودية تشارك في معرض بيروت الدولي للكتاب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها



GMT 07:04 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

يقولون : في الليل تنمو بذرة النسيان..

GMT 09:26 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 09:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 08:05 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:19 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

نصائح فعّالة في تلميع الأسطح الرخام

GMT 04:02 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المشتري وزُحل يقتربان من بعضهما للمرة الأولى منذ 800 سنة

GMT 23:06 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

بنزيما يقود هجوم ريال مدريد أمام بيلباو

GMT 05:05 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

12 ضيف شرف في فيلم خالد الصاوي "شريط 6" تعرف عليهم

GMT 07:47 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث صيحات الموضة لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 12:51 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

سكودا تنافس السيارات الكهربائية بـ Citigo-E

GMT 04:25 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

أغنى رجل في أفريقيا يتأكد أنه "ثري" بـ"رؤية أمواله"

GMT 06:22 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

خلطات طبيعية لتنعيم الشعر وإعادة حيويته

GMT 20:47 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أماني كمال بإطلالة أنيقة في جلسة تصوير جديدة

GMT 03:28 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طائرة ركاب هندية تصطدم بجدار المطار أثناء إقلاعها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib