الرباط - المغرب اليوم
دافعت المؤرخة الروسية ناتاليا بودغورنوفا، عن قضية الصحراء المغربية، من خلال بحث أصدرته جاء تحت عنوان "قضية الصحراء بين الأسطورة والواقع" والذي صدرت ترجمته العربية أخيرا في موسكو.
ويعتبر هذا العمل ثمرة مجهود كبير قامت به المؤلفة ومرجعا مهما للقارئ الروسي إلى جانب السلسلة القيمة من الوثائق والمستندات التي نشرت لها سابقا تحت إشراف معهد إفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
وتناولت الدراسة، بشكل دقيق وموثق، الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية لتاريخ المنطقة وطبيعة سكانها وجذورهم واختلافاتهم العرقية، حيث تطرقت إلى فترة الاستعمار، وكذلك إلى جانبين أساسين يهمان تقرير المصير والوحدة الترابية. وسلطت المؤلفة، التي اشتغلت كمترجمة في سفارة الاتحاد السوفيتي سابقا في الرباط ما بين عامي 1966 و1969، الضوء على الدعم الذي كانت تحظى به الجمهورية الوهمية من طرف ليبيا (القذافي) والجزائر، مستعرضة المراحل التي قطعتها قضية الصحراء المغربية. كما تناولت جوهر القضية ومواقف الجهات المعنية بالنزاع وبعض المنظمات الدولية وتطوره وسبل تسويته.
وأوضحت الكاتبة في دراستها التي اعتمدت على وثائق ومراجع تاريخية، أن القبائل الصحراوية كانت دائما تقدم الولاء لسلاطين المغرب وفي مقدمتهم الشيخ ماء العينين. وتبرز المؤلفة أن موضوع البحث يكتسي أهمية كبرى وإن كان لا يستقطب الاهتمام الذي تحظى به، على سبيل المثال، قضية الشرق الأوسط، مؤكدة أنه مهم بالنسبة إلى سكان بلدان شمال غرب إفريقيا الذين يعانون منذ فترة طويلة من هذا النزاع الذي يعود إلى منتصف السبعينيات.
وكرست المؤرخة الروسية ناتاليا بودغورنوفا، التي حصلت على دكتوراه الدولة في علوم التاريخ من معهد إفريقيا التابع لأكاديمية العلوم السوفياتية، وبدأت تشتغل في المعهد ذاته كأستاذة باحثة في قسم دراسة دول شمال إفريقيا والقرن الإفريقي، هذا البحث لقضية الصحراء، التي لم يسبق لأحد من الباحثين الروس الاشتغال عليها. ويبرز المؤلف مواقف دول المنطقة من قضية الصحراء بما في ذلك الجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا والمغرب وجبهة "البوليساريو"، موضحة أن هناك دورا أساسيا وجهودا تقوم بها الدول والمنظمات الدولية والإقليمية في البحث عن حل عادل لهذا النزاع.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر