بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل
آخر تحديث GMT 22:54:05
المغرب اليوم -

بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل

بومباي ـ أ.ف.ب

كاتب الرسائل شاكيل احمد يفخر باحتفاظه باسرار كثيرة فهو كتب على مدى عقود رسائل عمال بومباي الاميين، من عشاق يتعهدون حبا ابديا الى حبيباتهم البعيدات او مومسات يرسلن المال الى ديارهن مع اخفاء وظيفتهن. لكن احمد اليوم لا يحصل على عمل كثير. ويقول الكاتب الجالس على مكتبه الخشبي القديم قبالة مبنى هيئة البريد العائد الى قرن من الزمن "الاف الاشخاص كانوا يأتون الينا لم يكن لدينا الوقت لنأكل. لكن في السنوات السبع الاخيرة تقريبا تراجع عملنا كثيرا". ويقول "ساواصل قدر المستطاع. لكن لا استطيع ان اعرف الى متى". وكان في هذا الجزء الزاخر بالحركة من جنوب المدينة في ما مضى، 17 كاتب رسائل. وقد تراجع عددهم الى ثمانية الان وتقتصر مهامهم بشكل كبير على توضيب الحزم وملء الاستمارات. على مكتب احمد كدسة من قماش التوضيب وعلبة قديمة تحوي اقلاما الى جانب ختم يحمل احرف اسمه الاولى و شمعة لختم عمله. وفي حين ان ادوات عمله لم تتغير كثيرا منذ بدأ عمله قبل اربعين عاما في سن الرابعة عشرة، شهدت وسائل الاتصال من جهتها تحولا جذريا. فالثورة التي احدثها الهاتف النقال وبروز التحويلات المصرفية الفورية، لا تترك مجالا لاملاء رسائل تسافر "ببطء السلحفاة" مع ان ربع سكان الهند لا يزالون اميين. ويوضح احمد "الان لديهم هواتف نقالة ويمكن للناس ان يتحدثوا لخمس دقائق" ويؤكد "من دون هاتف نقال لا يمكنك القيام باي شيء". ويقول احمد وهو اب لخمسة ابناء انه يتقاضى 200 الى 400 روبية (3 الى 6 دولارات) في اليوم "وهي كافية لاطعام عائلتي" مع ان زميله على مكتب اخر يشكو لانه لم يحصل الا على عشرة روبيات طوال فترة قبل الظهر. وفيما هما يتحادثان يدخل مسافران غربيان لتوضيب التذكارات التي اشترياها فيما يستعين بهما زبائن محليون مسنون لملء استمارات مالية. والمهمات المكتبية هذه مختلفة عن مكانة الكاتب في ما مضى عندما كان صلة الوصل الرئيسية بين حياة المدينة وحياة الريف. وفيما كانت بومباي تستقطب سكان الارياف باعداد كبير، كان النازحون الى المدينة يحتاجون الى ارسال المال الى عائلاتهم وبعض المعلومات المنتقاة بعناية عن حياتهم الجديدة. ويوضح احمد "الكثير من المومسات كن يأتين الينا من دون ان يفصحن عن عملهن في بومباي. كن يكتفين بالقول انهن يقمن بعمل ما ويتقاضين اجرا". وكان احترام كتاب الرسائل للخصوصيات مفتاحا لنجاحهم. ويؤكد احمد "كان علينا الاحتفاظ بالاسرار فان لم يكن للزبون ثقة بنا لما اتى الينا. انها مسألة ثقة فقط". وفي عصر الرسائل الفورية مع "تويتر" و"فيسبوك" لا يشكل كتاب الرسائل هؤلاء ، الضحايا الوحيدين. ففي تموز/يوليو اوقفت الهند اخر خدمة تلغراف كبيرة في العالم بعد 163 عاما على انشائها. وكانت هذه الخدمة الشكل الرئيسي للتواصل وتقريب المسافات وقد مرت عبرها 20 مليون رسالة موجهة من الهند خلال مرحلة تقسيم شبه القارة الهندية العصيبة جدا في العام 1947. ومنذ اختفاء وظائفهم تحول الكثير من فنيي التلغراف في بومباي الى حراس او موظفين مكتب في مقر عملهم السابق الذي بات مقرا لموزع لخدمة الهاتف النقال والانترنت. والانتقال الى وظيفة جديدة يبدو ان سيتواصل مع توسع التكنولوجيا الرقمية. فاكثر من 40 % من سكان الهند البالغ عددهم 1,2 مليار، يملكون هاتفا نقالا وجزء صغيرا منهم هواتف ذكية . الا ان الهند تجاوزت اليابان لتصبح ثالث اكبر سوق للهواتف الذكية في العالم. لكن توفر الانترنت لا يزال ضئيلا الا انه زاد بنسبة 31 % بين 2012 و2013 لتحتل الهند المرتبة الثانية بعد البرازيل في وتيرة انتشار الانترنت على ما افادت شركة "كومسكور" للابحاث الرقمية. ويقول محمد "والدي كان يقوم بهذه المهنة لكنها لن تستمر. فالاعمال قليلة الان. فلم اقول لابني ان يعمل في هذا المجال بينما تتوافر له وظائف كثيرة اخرى؟"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

أمل كلوني تخطف الأنظار في فينيسيا ضمن استعدادات النجمات لانطلاق مهرجان السينما

البندقية ـ المغرب اليوم

GMT 10:29 2020 الخميس ,19 آذار/ مارس

اللهم لك الحمد في الليل إذ أدبر.

GMT 23:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة المخرج عمر الشيخ بعد صراع مع المرض

GMT 06:51 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تحذر من "عصر جليدي" يسيطر على بريطانيا

GMT 13:22 2015 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

جمعيات المرأة العمانية في ظفار تنظم أوبريت " سارية المجد"

GMT 21:33 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدقيقة 71 : عماد متعب بديلاً لاحمد فتحي

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

5 قطع أساسية لإطلالة جامعية مختلفة ومريحة

GMT 19:56 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابة الفنانة المغربية رجاء بلمير بكورونا للمرة الثانية

GMT 13:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

"25 يناير في عيون الشعراء" أمسية أدبية في ثقافة الدقهلية

GMT 11:55 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

شعر ودموع في توديع العميد الإقليمي للأمن بوزان‬
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib