رسامة روسية أرثوذكسية في قلب الفاتيكان
آخر تحديث GMT 22:47:55
المغرب اليوم -

رسامة روسية أرثوذكسية في قلب الفاتيكان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رسامة روسية أرثوذكسية في قلب الفاتيكان

روما - أ ف ب

بعد مايكل انجلو ورافاييل، اختار الفاتيكان رسامة رسمية له غير متوقعة هي فنانة روسية غريبة الأطوار تستقبل الزائرين مع بومة على كتفها في مشغل مليء بلوحات قيد التنفيذ ونماذج من صحيفة "اوسيرفاتوري رومانو" الناطقة باسم الفاتيكان. ناتاليا تساركوفا هي أرثوذكسية تعيش خارج أسوار دولة الفاتيكان في روما الحافلة بالتاريخ. وتقول الرسامة لوكالة فرانس برس "أحب الأجواء هنا وأشعر بأنهم بحاجة إلي". ورسمت ناتاليا لوحات كثيرة لكرادلة وللبابوين بينيديكتوس السادس عشر وسلفه يوحنا بولس الثاني تزين قصور الفاتيكان وكنائس ومتاحف في العالم بأسره. وتقول الرسامة التي تخرجت من معهد الفنون العريق في موسكو إن حلمها تحول إلى حقيقة. وتشرح الحسناء الشقراء وهي ترتدي ثوبا واسعا بلا كمين وتغطي كتفيها بوشاح أسود "عندما كنت أدرس في موسكو، كنت أعتبر الرسامين الكبار مثل رافاييل ومايكل انجلو وبييترو دا كورتونا آلهة، واليوم أجد نفسي بينهم". وصلت ناتاليا تساركوفا إلى روما في مطلع التسعينات. وبدأت ترسم صور أفراد من طبقة النبلاء في روما ساهمت في تعريف الفاتيكان إليها حيث لفتت مسيرتها الفنية انتباه البابا يوحنا بولس الثاني. وتقول الرسامة وهي تقلد البابا البولندي بضرب الطاولة بقبضة يدها "تكلم معي بالروسية قائلا +ليحيا الفن الروسي!+" وكان البابا يوحنا بولس الثاني واسمه الحقيقي كارول فوتيلا يسعى إلى إحياء العلاقات من جديد مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتؤكد ناتاليا أنها اضطلعت بدور في هذا المجال. وتقول "أشعر بأنني جسر صغير بين الطائفتين الارثوذكسية والكاثوليكية. أنا أشبه بدبلوماسية تستخدم الفن". وغالبا ما تقرأ الفنانة نصوصا دينية كتبتها الشخصيات التي ترسمها كي تتمكن من فهما والاستلهام منها. وهي تستمع إلى تلك الشخصيات أيضا بينما تجلس أمامها لساعات كي ترسمها. وتشرح ناتاليا أن هؤلاء الأشخاص "لديهم فكر منفتح جدا على العالم ويعشقون روسيا. نتكلم عن كل شيء، عن التاريخ أو... عن بومتي روفوس. من المهم جدا أن أعرف ما الذي يفكرون فيه كي أفهم طاقتهم. عندما أرسمهم، تمر هذه الطاقة في قلبي وفي روحي كي تصل أخيرا إلى اللوحة". وبغية رسم صورة البابا بينيديكتوس السادس عشر، أمضت الفنانة ساعات في دراسته خلال القداديس في بازيليك القديس بطرس. وتقول "رسمت ملايين المسودات! كان بامكاني الغوص في الصلاة والرسم في الوقت نفسه". وفي اللوحة النهائية، يظهر البابا بصورة موقرة وهو يجلس على عرشه بينما يحيط به نور الروح القدس وعدد من الملائكة من بينهم ملاك على شكل الرسامة نفسها. وتقول ناتاليا "نشعر بأنه يبعث الحياة في الملائكة". وتضيف أن البابا بينيديكتوس السادس عشر واسمه الحقيقي جوزيف راتزينغر هو شخص "حساس وذكي وصبور ونبيل" متمسك بالرمزية. وتتابع أن "الوجه مهم جدا بالاضافة إلى التفاصيل الأخرى، لأن الأجيال في القرون المقبلة ستتذكرهم من خلالها". وتعمل ناتاليا حاليا على رسم لوحة للقديس مار جاورجيوس وهو يسحق تنينا، وتقول إنها ترسمها لنفسها "بوحي من الروح القدس". وناتاليا التي تحظى بدعم الفنان الروسي إيليا غلازونوف المعروف بلوحاته الوطنية والدينية لا تنوي التخلي عن أسلوبها الكلاسيكي جدا. وهي تقول "إذا رسمت عينا هنا والعين الثانية هناك، فسيبدو الشخص كاريكاتوريا!" وقد اكتشفت الرسامة حوضا في المقر الصيفي للبابا في بلدة كاستل غاندولفو القريبة من روما استمدت منه الوحي لتأليف كتاب للأطفال تدور قصته حول سمكة متمسكة جدا ب"الرجل ذي الثوب الأبيض" الذي يقدم اليها الخبز، في إشارة إلى أحد الأنشطة المفضلة لدى البابا بينيديكتوس السادس عشر. وعند صدور الكتاب في كانون الاول/ديسمبر، وصفه أمين سر البابا، ييورغ غانسفاين، بأنه "نافذة إلى روح قداسة البابا".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسامة روسية أرثوذكسية في قلب الفاتيكان رسامة روسية أرثوذكسية في قلب الفاتيكان



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:46 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:39 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 06:18 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

بايدن يهدد بتوجيه مزيد من الإجراءات ضد الحوثي في اليمن

GMT 05:12 2020 الثلاثاء ,14 إبريل / نيسان

التصميم الداخلي ليس جديدا إنما هو قديم قدم الزمان

GMT 19:25 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الداودي يدافع عن حمد الله بعد إبعاده عن الأسود

GMT 03:38 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة سيارة مليونية كانت في "التشليح" في معرض الرياض
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib