تعرّف على الجزائري الذي أصدر أوّل تفسير للقرآن بالأمازيغية
آخر تحديث GMT 02:20:29
المغرب اليوم -

تعرّف على الجزائري الذي أصدر أوّل تفسير للقرآن بالأمازيغية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرّف على الجزائري الذي أصدر أوّل تفسير للقرآن بالأمازيغية

الجزائري سي حاج محند الطيب
الرباط - المغرب اليوم

أقدم الجزائري سي حاج محند الطيب, على إصداره أول تفسير للقرآن بالأمازيغية,حيث توّج مسيرته “القرآنية” المثيرة بإصداره، مؤخرًا، التفسير الأول من نوعه؛ مؤكدًا مواصلة العمل على تعميق جذور الأواصر بين مختلف مكونات المجتمع الجزائري انطلاقًا من القاعدة الثقافية والحضارية المشتركة.

  و قال الطيب إنه حفظ القرآن في طفولته من دون أي معرفة باللغة العربية، بل إنه كان يعتقد آنذاك أن القرآن إنما هو للتلاوة لا للفهم.

ولد العالم الجزائري في 20 يونيو/حزيران  1934 في بلدية “إيفرحونن” في محافظة تيزي وزو (شرق)، والتحق بزاوية فيها حيث حفظ القرآن.

وبدأ الطيب بتعلم بعض الكلمات العربية، ليصحح اعتقاده ويبدأ بالاهتمام بفهم الآيات، قبل أن ينتقل إلى محافظة بجاية (شمال شرق) عام 1948 لتلقي دروس لغوية إضافية.

  و التحق بمعهد ابن باديس في قسنطينة ,في العام 1953، إلا أنه سرعان ما التحق بالثورة (1954-1962) ضد المستعمر الفرنسي، ليسجن عام 1958 حتى نيل بلاده الاستقلال عام 1962.

 لم يثن سجن الطيب من مواصلة مسيرته لفهم القرآن، فتابع دراسته الجامعية متخصصًا الأدب العربي، وتخرج عام 1966، ليشغل بعدها مناصب عدة  بينها أستاذ مساعد في جامعة تيزي وزو، قبل انتدابه عام 1985 إلى فرنسا كمفتش لدى أبناء الجالية، وبقي هناك 4 سنوات.

و راودت الرجل خلال تلك المسيرة فكرة ترجمة معاني كلمات القرآن إلى الأمازيغية مرات عدة، بخاصة بعد دراسته بمعهد ابن باديس، لكنه تخلى عنها مجددًا بعد تخرجه من الجامعة.

وأوضح الطيب سبب ذلك بالقول: إن الأمازيغية، وبخاصة اللهجة القبائلية؛ لغة معاملة وضيقة جدًا وتنتشر في بيئة بسيطة”، وهو ما يعيق نقل المعاني العربية إليها بدقة.

ويضيف أنّ الفكرة عادت سنة 2000، إثر طلب بهذا الشأن تقدم به وزير الشؤون الدينية الأسبق أبو عبد الله غلام الله”.

وقال: عندما جاءت الفكرة من الوزير، زالت مخاوفي، لأنني سأتعامل مع السلطات الرسمية”.

وتابع أنه شرع في إنجاز الترجمة بين عامي 2000 و2005، وصدرت أول طبعة لها في السعودية عام 2010.

من الترجمة إلى التفسير

شكّل طبع ترجمة الطيب دفعة قوية له للمضي نحو التفسير، الذي قال إنه ضروري لتوضيح النصوص، بخاصة المترجمة من لغات أخرى,وباشر على الفور العمل على المؤلف، الذي أطلق عليه اسم “التفسير الميسر لكلام الله الموقر”، حتى رأى النور في 12 يناير  2019، بالتزامن مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2969.

وواجه  الطيب مُجددًا عوائق لغوية جمة أثناء عمله، إلا أنه لجأ إلى سماع أغاني وأشعار بالأمازيغية لتصيد الألفاظ والاستخدامات اللغوية المختلفة للاستعانة بها.

وأضاف أن هدفه من ذلك العمل الفائق الدقة يتركز في “إطلاع الذين لا يفهمون العربية من الأمازيغ على أسرار وكنوز ومعاني القرآن العظيمة والسامية”.

  وقال الطيب بشأن اختياره الحرف العربي في كتابة النص الأمازيغي، إنه رجّح ذلك بعد تجريب استخدام حرف “التيفيناغ” الأصلي، والحرف اللاتيني.

وأوضح: لو كتبته بالتفينياغ لما تمكن الكثير من الجزائريين قراءته، وعندما جرّبت الحرف اللاتيني استعرضته مع الأصوات الأمازيغية فروقات كبيرة، مشيرًا إلى الحاجة إلى اختراع 17 حرفًا لكتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني.
 
وتابع: جئت إلى العربية فاستعرضتها مع الأصوات الأمازيغية ووجدت أنها لا تناسبها تمامًا”، إلا أن الفروق لم تكن كبيرة كما هي مع اللاتينية، وتطلب الأمر اجتهادًا وتعديلات بسيطة ليتم التوافق.

  ودعا الطيب إلى تبنّي الحرف العربي في كتابة الأمازيغية، بخاصة أن من شأن ذلك تعزيز وحدة البلاد الوطنية ونشر تعليم الأخيرة في المجتمع بشكل أوسع، بخاصة في المدارس,مشيرًا إلى أنه أنه بصدد تأليف عمل أمازيغي بالحرف العربي، عن القصص والحكايات الشعبية الأمازيغية القديمة.

  ويشكّل الأمازيع نسبة كبيرة من سكان المغرب العربي، تفوق 20% في الجزائر وفق أغلب التقديرات؛ وقد شاركوا في نسج الحضارة الإسلامية وأثروا في ثقافتها، ولهم إسهامات إنسانية كبيرة بخاصة إبان ذروة التحضر العالمي بالعصور الوسطى في الأندلس (إسبانيا).

وقد يهمك أيضاً :

 الصين تعرض أقدم نسخة مكتوبة من القرآن الكريم أمام العامة

حلقة نقاشية بعنوان "الأدب العربي وتحديات ترجمته إلى اللغات الأجنبية"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرّف على الجزائري الذي أصدر أوّل تفسير للقرآن بالأمازيغية تعرّف على الجزائري الذي أصدر أوّل تفسير للقرآن بالأمازيغية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib