الدوحة ـ بنا
القطريون مثل أشقائهم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث لا زالت الغالبية العظمى من الاسر القطرية تحرص على إحياء تقاليد وعادات رمضانية ورثتها عن الاجداد جيلاً بعد جيل، تتجسد في ممارسات متنوعة، وتظهر في الحرص على إعداد مأكولات تقليدية محلية، والاحتفاء بليلة النصف من رمضان (قرنقعوه) ، مما يعطي لهذا الشهر الفضيل طابعا مميزا ومذاقا خاصا.
ومن الاسماء التي تطلق على شهر رمضان المبارك في دولة قطر ودول الخليج العربي شهر الغبقات ، وهي الوجبات الرئيسة التي تؤكل يوميا بعد صلاة التراويح، إذ يتجمع أهل الحي (الفريج)، كل يوم في منزل أحدهم لتناولها، في تجمعات خاصة للنساء وأخرى للرجال الذين يكون تجمعهم في المجالس في شهر رمضان الفضيل، تعد هذه الوجبة ، عادة صحية مفيدة ، لاعتبارها الوجبة الرئيسة بعد إفطار خفيف لا يتعبها، وهي نظام غذائي رمضاني مفيد للمرضى، خصوصاً مرضى السكري الذين يُفضّل لهم تناول وجبات صغيرة ومتكررة، عوضاً عن تناول وجبة كبيرة مرة واحدة.
ومن أهم ما يميز شهر رمضان الفضيل في قطر هو تجمع العائلات في هذه الأيام المباركة، حيث يحرص القطريون في هذا الشهر الفضيل على تبادل الزيارات العائلية والجيران والمعارف، الى جانب الحفاظ على عادة تبادل المأكولات الرمضانية بين الجيران، ومن أبرزها الاكلات التراثية مثل الهريس والثريد والساقو واللقيمات.
ويمتاز رمضان ايضا في قطر بانطلاق مدفع الافطار الذي ما زال صوته يدوي حتى اليوم ، فيما توارى المسحر تماما جراء السهر ومتابعة الفضائيات والانترنت، والفيس بوك" و" تويتر" و" بلاك بيري"، وتشهد المساجد حضوراً مكثفاً وتقام الدروس الدينية قبل الإفطار وبعد صلاة التراويح.
ومن أهم الأطباق الرئيسية على المائدة القطرية في شهر رمضان المبارك، طبق الهريس الذي يعد واحدا من أشهر الأكلات الرمضانية المعروفة التي يتناولها القطريون، ويتكون من القمح المهروس مع اللحم والسمن البلدي والقرفة المطحونة.
كما لا تخلو موائد الإفطار القطرية من طبق الثريد وهو عبارة عن خبز مقطع قطعا صغيرة ويسكب فوقه مرق اللحم الذي يحتوي في الغالب على أصناف من الخضراوات مثل البطاطس والقرع والباذنجان والكوسا والقرع، اضافة الى وجبة "المجبوس" التي تعد من أهم الأكلات الشعبية التي يعتبرها القطريون أكلات الآباء والأجداد ولا تخلو منها اي مائدة رمضانية قطرية.
ومن الحلويات القطرية الرمضانية "اللقيمات" وتعمل من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين المختمر وتقطع لقيمات وتلقى فى الزيت المغلي حتى الاحمرار ثم توضع فى سائل السكر او الدبس ، وايضا هناك "المحلبية" وتتكون من الحليب والأرز مضافا إليهما الزعفران والهيل".
واهم ما يميز هذه الحلويات نكهتها ومذاقها الطيب ورائحتها المميزة والمواد الثلاثة "الهيل والقرفة والزعفران " وهى مجموعة من البهارات الحلوة المذاق تدخل في صناعة معظم الحلويات القطرية.
ويحتفي القطريون بليلة النصف من رمضان، التي يطلقون عليها بال"قرنقعوه" في الـ14 من الشهر الفضيل، ومن أبرز طقوسها والتي ما زال القطريون يحرصون على ممارستها ، وفيه يرتدي الأطفال الملابس التقليدية ويجوبون بعد صلاة العشاء الاحياء التي يطلق عليها "الفرجان"، قاصدين المنازل التي يكافئهم أصحابها بتقديم الحلوى والمكسرات التي يتم تقديمها في الوقت الحاضر على شكل توزيعات جذابة للأطفال.
و" القرنقعوه" مناسبة اجتماعية، ومن العادات الرمضانية في دولة قطر ومن الموروثات الشعبية القديمة تتناقلها الأجيال، غنية بمفرداتها، ويتجلى ذلك من خلال تفاعل المجتمع القطري والهيئات والوزارات والمؤسسات .
وقد استعدت الأسر لليلة القرنقعوه بشراء الحلويات والمكسرات للأطفال التي يتم توزيعها على الاطفال خلال احياء المناسبة التراثية، وقد شهد "سوق واقف" وهو من ابرز الاسواق الشعبية في الدوحة، من قبل مرتادي السوق لجلب الحلويات والمكسرات والملابس الخاصة بليلة القرنقعوه.
وشهدت احياء الدوحة والمدن والقرى القطرية الليلة الماضية فواجا من الأطفال وهم يرتدون ملابس تقليدية خاصة بهذه المناسبة وقد حملوا أكياسا قماشية وهم يرددون "قرنقعوه قرنقعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة عطونا من مال الله يسلم لكم عبدالله عطونا دحبة ميزان سلم لكم عزيزان يا بنية يا حبابه أبوج مشرع بابه باب الكرم ما صكه ولا حط له بوابه ".


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر