طبق الكسكس المغربي أمل النساء لتحقيق استقلالية مالية
آخر تحديث GMT 10:54:32
المغرب اليوم -

طبق "الكسكس" المغربي أمل النساء لتحقيق استقلالية مالية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طبق

كلميم - صباح الفيلالي

لم يعد طبق "الكسكس" الذي برعت المرأة المغربية بالشمال كما الجنوب في إعداده، ذلك الطبق العادي الذي يتكون من نوع واحد من الدقيق بل أصبح بالأقاليم الصحراوية الجنوبية للملكة المغربية تتم صناعته عبر أكثر من نوع من الحبوب تصل إلى خمسة أنواع بل حتى ستة وبطرق تقليدية تحاكي مهارة الأجداد التي تحرص كل أم بهذه الأقاليم على تلقينها لابنتها، وبالتالي لم يعد إعداد الكسكس تقليدا وجب المحافظة عليه فحسب بل تحول إلى أكثر من ذلك إنها صناعة قائمة بذاتها أصبحت تعول عليها النساء اللواتي يعشن ظروفا اجتماعية ومادية صعبة لتحقيق استقلالية مادية.مخيلة المرأة الصحراوية وما اكتسبته من مهارات متوارثة عبر السنين ليس فقط ايام الترحال بل حتى وهي تنعم بحياة الاستقرار الشيء الذي جعلها تبدع نوع من العجائن عبر مواد أولية هي بالخصوص مواد فلاحية حصيلة زراعات مسقية أو بأراضي البور.ويتكون الكسكس من خمسة أنواع من الحبوب وهي القمح الطري والصلب، والشعير، والذرة، والسميد وهي عبارة عن حبات الشعير التي يتم تنظيفها وطحنها في مطحنة واستخراج الدقيق والسميد.وإنتاج الكسكس الخماسي أو ثلاثي وحتى السداسي يتم عبر مزج أو خلط هذه الأنواع السالف الذكر بالقليل من الماء وتحويله إلى حبات صغيرة يبلغ حجمها ما بين 1 إلى 1.5 ملمتر، وقبل ان يطهى بطريقة تقليدية لحوالي 20 دقيقة على البخار تأتي عملية التجفيف التي تتم عبر نشر حبيباته على ثوب رقيق ونظيف لكن هذه العمليات التي تأخد الكثيرة من الجهد والوقت تم الآن تعويضها بمجففات هوائية وأفرنة قائمة بذاتها.ولأن تصنيع وتسويق الكسكس هو بمثابة طوق النجاة بالنسبة للنساء في مناطق الواحات الجنوبية بالمغرب، فإن برنامج واحات الجنوب وشركاءه عملوا على مرافقتهن للحفاظ على هذا النشاط وتطويره مع تقديم النصح وتدريبهن ومنحهن معيدات للتجفيف جعل النساء المنضويات في إطار تعاونيات منتجة للكسكس يضمن نساء أخريات وبالتالي تجميع هذه العجائن في منتوجات موحدة ساهمت في الحصول على عائدات مالية أدت بهن إلى تحقيق منفعة اقتصادية. وذلك عن طريق التعبئة والتغليف والتسويق، عبر وحدات إنتاج وتحويل عالية الجودة، ولأول مرة تتم يتم استعمال الطاقة الشمسية والغاز وتخضع هذه المنتجات المصنعة لمراقبة الجودة واحترام القواعد الأولية للسلامة الغذائية، حيث مكن هذا البرنامج نساء التعاونيات والجمعيات في وضع علامات بأسعار مناسبة على منتجاتهم من الكسكس الصحراوي وذلك في احترام تام لكل نصائح العلمية والعملية لصندوق تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.ولأن مكوناته الغذائية وجودته عالية جعلت الإقبال عليه كبيرا من طرف متذوقيه بالأقاليم الصحراوية  وخارجها فإن السياح  الأجانب المقيمين بالمغرب والذين يتوفرون على إقامات ومأوي سياحية جعلوه من أهم الأطباق التي يعولن عليها في جذب السائح الأجنبي، فإن هذا الأخير هو الآخر وتشجيعا لهذا المنتوج الذي يحترم ثقافة المنطقة جعلهم كذلك يشجعون على تجارته واستهلاكه لقيمته الغذائية وذلك من باب تحسين الظروف المعيشية.فاطمة امرأة في عقدها الخامس وهي رئيسة إحدى التعاونيات المختصة في هذا المجال اعترفت بكونها واجهت العديد من المشاكل في بداياتها لإنشاء تعاونية لكن سنة 2009 ستكون سنة فارقة فيس حياتها حيث تمكنت من تجاوز هذه الصعوبات بفضل الدعم الذي قدمه برنامج واحة الجنوب وبفضل دعم صندوق تحقيق الأهداف الإنمائية من اكتساب خبرات في الإدارة الذاتية والانفتاح على الأسواق وإجراء تكوين لفائدة المنخرطات معها كما أن تزويدها بآلة تجفيف مكنتها وزميلاتها من تصنيع منتج بجودة عالية وتسويقه على مستوى واسع.تصل التعاونيات او تجمعات الكسكس ذات المنفعة الاقتصادية في الواحات الجنوبية بكل من أسرير تغمرت تغجيجت وبإقليم طاطا بلمغرب إلى عدة تعاونيات تعمل على تسويقه وانتاجه للمساعدة في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمنضوين تحت لواء هذه التعاونيات، والبحث عن أسواق ومعارض خارجية، كما هو الشأن بمعرض الفلاحة بمكناس والذي كان ما تم تقديمه به وعرضه وإعداده من أطباق قد نال إعجاب الزائرين والمتذوقين.السعدية امرأة في الثلاثينيات مطلقة وأم لطفل معاق إعاقة ذهنية وحركية، استطاعت بفضل إتقانها لصناعة الكسكس الخماسي ومن خلال احتكاكها مع نساء أخريات لهن باع طويل في صناعته وإعداده إلى اكتساب خبرة مكنتها بوسائلها الذاتية البسيطة والعادية من أن تحصل على مورد رزق عن طريق إتباع الخطوات اللازمة لصناعته وبيعه بمسقط رأسها بالصويرة والحصول بالتالي على عائدات مالية مكنتها من تدبير أمورها الحياتية بشكل مستقل.هذه الظفرة النوعية مكنت النساء من الحصول على استقلاليتهن المالية  والخروج إلى ميدان العمل بعدما كن في وقت سابق تحت سيطرة العقلية الذكورية والتقاليد وبمساعدة دعم صندوق برنامج الأهداف الإنمائية للألفية. تمكن من تحسين مهارتهن وضمان لقمة العيش والمشاركة في التنمية المستدامة في احترام تام لثقافة وتقاليد المنطقة. كما فتحت الباب على مصراعيه أمام العديد م النساء اللواتي انخرطن في جمعيات وجهزن ملفات مستوفية الشروط إلى الجهة المختصة من أجل الاستفادة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبق الكسكس المغربي أمل النساء لتحقيق استقلالية مالية طبق الكسكس المغربي أمل النساء لتحقيق استقلالية مالية



GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى أسرة مسعود أكوزال

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

وهاب يخلق المفاجأة في دوري الحسن الثاني للتنس

GMT 03:47 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

خلطات هندية رائعة ومميّزة لتنعيم الشعر

GMT 17:35 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

بطلات العرب يتفوقن في رياضات الدفاع عن النفس

GMT 21:25 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الصبار يعطي الشعر اللمعان والبشرة النعومة والصفاء

GMT 16:55 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ وأماني السويسي تتقاسمان أغاني فيلم "تفاحة حوا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib