مغربيات توجّهن نداءات الاستغاثة بعد تعرضهن للعنف المنزلي
آخر تحديث GMT 05:10:58
المغرب اليوم -

مغربيات توجّهن نداءات الاستغاثة بعد تعرضهن للعنف المنزلي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغربيات توجّهن نداءات الاستغاثة بعد تعرضهن للعنف المنزلي

فاطمة بن غلا
الرباط - المغرب اليوم

جاءت فاطمة بن غلا إلى مركز للنصح والتوجيه في حي فقير قرب الرباط ، حاملة معها صورًا للكدمات والندوب التي تخفيها الثياب، بعد أن تعرضت هي وأمها للعنف المنزلي على يد أحد الأقارب.

 وحالة بن غلا، البالغة من العمر 40 عاما، ليست شيئا استثنائيا أو غير معتاد في المغرب، فقد أظهر مسح أجرته وزارة التضامن والأسرة مؤخرًا أن حوالي 54.4 في المائة من المغربيات تعرضن للعنف، وهي نسبة تترجم بالأرقام إلى ملايين في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 35 مليون نسمة.

 وأظهر المسح أن أكثر النساء تعرضا للعنف تتراوح أعمارهن بين 25 و29 عاما، وأن 28.2٪ فقط من النساء ضحايا العنف هن فقط من جرؤن على التحدث إلى شخص أو مؤسسة حول معاناتهن، بينما نقل 6.6٪ فقط قضاياهن إلى أروقة المحاكم بحثا عن العدالة.

وقالت بن غلا إنها توجهت إلى المستشفى سعيا إلى الحصول على العلاج فأحالوها إلى مركز الرأفة للإنصات والتوجيه للنساء والفتيات ضحايا العنف، وقالت: "الناس الذين عنفوني من عائلتي اعتدوا علي وعلى والدتي..أخذوا منا قطعة أرض ومنعونا من القطعة الأخرى. أعيش أنا وأمي تحت الظلم..نعيش في العذاب. وبسبب الضرب الذي تلقيت على رأسي، أصبح نظري ضعيفا. إنني أعاني كثيرا. ذهبت إلى المستشفى، لكن ليست لدي إمكانية شراء الدواء أو أي شيء..مديرة المستشفى هي التي نصحتني بالتوجه إلى هذا المركز".

 وقدم المركز المشورة العام الماضي لـ146 امرأة تعرضن للعنف بجميع أنواعه ولسوء المعاملة. وتوجد في المغرب عشرات من المراكز المشابهة بمختلف أنحاء البلاد.

 وتشتكي رجاء زورو، وهي إحدى ضحايا العنف وعاطلة عن العمل، تبلغ من العمر 19 عاما، من عنف زوجها، وتعيش الآن مع والديها، وتقول: "زوجي يعنفني لفظيا وجسديا.. كل هذا لم يكن يحصل في البداية عندما تزوجنا. لا أفهم هذا التغيير.. هل هي تقاليد أم مرض نفسي أو شيء آخر؟ لا أفهم.. بدأ يعنفني ويطردني من بيت الزوجية إلى درجة أنني تعرضت لإجهاض بسبب الضرب والضغط النفسي. أجهضت بعد سبعة أشهر من الحمل".

وقالت شريفة الأشهب (26 عاما) لرويترز إنها تعرضت للضرب على يدي زوجها الذي طردها من المنزل وفرق بينها وبين ابنها البالغ من العمر سبعة أعوام وابنتها البالغة من العمر 6 سنوات، وأوضحت: "لدي مشكل مع زوجي؛ يضربني ويعتدي علي وطردني من البيت. حاليا أسكن مع والدي وليست لي أي إمكانية لأكون بجانب أولادي.. لم يتم تسجيلهم في دفتر الأسرة ولهذا لم أتمكن من تسجيلهم في المدرسة حتى يدرسوا كباقي الأطفال.. إنه لا ينفق علينا".

 ولم تذكر أي من هؤلاء اسم زوجها.
 
ورغم الجروح النفسية والجسدية التي تحملها النساء الثلاث تحتاج بن غلا وزورو والأشهب إلى تقديم المزيد من الأدلة والشهود لكي يتم القصاص من الجناة في ساحات القضاء.

 وقالت نعيمة صابر، مديرة المركز، إن من الصعب للغاية تقديم شهود في حالات العنف الأسري لأنه يحدث وراء أبواب مغلقة، ولأن المحاكم غالبًا ما ترفض شهادة من يتصادف وجودهم على مقربة من المنازل، بحيث يسمعون الصراخ والبكاء، لكنها تقبل من يرون بأعينهم وقائع الضرب والعنف والاعتداء؛ وأضافت أن المغرب أقر قانونا العام الماضي يجرم العنف المنزلي وجميع أنواع المضايقات اللفظية عبر الإنترنت، لكنها تزيد أن هناك الكثير الذي يجب عمله من أجل الحد من الأدلة المطلوبة.

 وأوضحت صابر: "قانون 13/103 جاء إضافة إلى مجموعة من الأشياء.. كان جيدا وأعطى حماية أكبر للمرأة، لكن كل الذي كنا نطالب به ونبحث عنه هو أن يقلص من الإثباتات. إذا اعتدى زوج على زوجته داخل البيت، من سيشهد لصالحها؟ أين هم الشهود؟ إذا تطوع الشهود وقالوا إننا سمعنا الضرب مثلا يسألونهم هل شاهدتم الضرب فعلا؟ ما يعني أن الإثبات ضروري في بعض الحالات، وهذه من ضمن النقاط التي يجب أن تراجع".

 وقالت المحامية حورية الهمس إن النساء لا يجدن من يشجعهن على اللجوء إلى القضاء في حالات العنف الأسري، وغالبًا ما يُطلب منهن تقديم تنازلات من أجل الحفاظ على الأسرة.

 وأوضحت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، لقناة 2إم التلفزيونية، يوم الأحد، إن القانون الذي يجرم العنف ضد المرأة يشجع النساء على الإبلاغ ومقاضاة من اعتدى عليهن.

وقد يهمك أيضاً :

رجل بريطاني يتعرض للعنف المنزلي من قبل زوجته

العالم يحتفل بـ"عيد الأب" تقديرًا لمساهمته في استقرار الأسرة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربيات توجّهن نداءات الاستغاثة بعد تعرضهن للعنف المنزلي مغربيات توجّهن نداءات الاستغاثة بعد تعرضهن للعنف المنزلي



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت - المغرب اليوم

GMT 18:52 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
المغرب اليوم - دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 20:54 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

فوز صنز وجاز في مستهل مشواريهما في دوري السلة الأميركي

GMT 02:28 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

بيولي يكسر عقدة يوفنتوس بفوز تاريخي

GMT 03:07 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

المرايا في "ديكورات" 3 غرف نوم نجمات عالميات

GMT 02:31 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

ريال مدريد يفجر مفاجأة بشأن رحيل حكيمي

GMT 09:27 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أفضل الزيوت لمكافحة الشيخوخة

GMT 05:54 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

كيم كاردشيان تخطف الأضواء لصالح مجلة شهيرة

GMT 23:16 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور النسائيه الجديده لنفحات عذبة

GMT 22:26 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

السفر إلي المكسيك والأستمتاع علي شواطئ تولوم

GMT 16:46 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات ساحلية اقتصادية لشهر العسل

GMT 18:38 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

ديربي فاس في الخميسات بدون جمهور
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib