لماذا يكذب الأولاد
آخر تحديث GMT 10:03:05
المغرب اليوم -
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

لماذا يكذب الأولاد؟

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لماذا يكذب الأولاد؟

القاهرة - المغرب اليوم

تروي إحدى الأمهات عن طفلها البالغ من العمر 8 سنوات أنه يكذب بشأن كل شيء مما يثير والدته، التي يزعجها أكثر أنها لا تستطيع أن تتصوّر لما يفعل هذا. كانت تتفهم بعض الكذبات التي يتفوّه بها لأنه يفعل هذا بهدف تجنّب المشاكل البسيطة والتوبيخ، كالكذب بشأن ما إذا رتّب سريره أو تناول غداءه. إلا انه يتفوّه بكذبات جليّة للغاية لا تكسبه أيّ شيء، كما هو الحال حين قال إنّ الطقس مشمس في الخارج في حين أنه لم يكن كذلك، أو عندما قال إنّ 2+2= 5. وما كان يزعج الأم بشأن كذب ابنها هو كيف بقي يصرّ على أنه لا يكذب، حتى عندما أشارت الأم إلى المطر الغزير المنهمر في الخارج. قالت لي: "هذا لا يعني أني أفضّل أن يجيد الكذب، لكن المزعج هو أنه يختار أن يكذب عن أمور لا يحتاج أن يكذب بشأنها ومن السهل جداً أن تُكشف. يمكنني أن أقول له أنت في الثامنة. أنت تعلم أن 2+2=4. يمكنك أن ترى أنّ المطر ينهمر في الخارج. لا يمكنك حتى أن تدافع عن هذه الكذبات ولو قليلاً. لماذا تقول مثل هذه الكذبات؟" من الطبيعي جداً أن يختبر الأولاد الكذب، وفي سنّ مبكرة... في سن الثانية أحياناً... وصولاً حتى سن الثانية عشرة، سن الميل الأكبر إلى الكذب، وذلك استناداً إلى دراسات مختلفة أجراها الباحث الكندي كانغ لي. إنّ بعض الكذب صحيّ أيّ أنّه نتاج المخيلة الخصبة ككذبة الطفلة ذات الأربع سنوات عن دبّها المحشو قطن الذي أخبرها سراً.  وهناك الكذب الأبيض الذي يلجأ إليه الطفل من أجل مصلحة شخص آخر أو لتجنّب ايذاء مشاعر شخص ما، وهذا النوع من الكذب يبدأ قرابة سن السادسة. إنّ معظم الكذبات التي يخبرها الأولاد، والراشدون أيضاً، هي لخدمة ذاتية ويلجؤون إليها ليتجنّبوا المشاكل أو العقاب، أو ليبدوا بصورة أفضل في عيون الآخرين أو ليحصلوا على شيء ما (أو لينجو من شيء ما). ويمكن لولد في العاشرة لا يثق بقدراته في مادة الرياضيات أن يكذب قائلاً إنه أنهى فرضه في الرياضيات. ويمكن أن يظهر هذا النوع من الكذب عند الصبيان بشكل خاص كنزعة إلى الأذى أو الإزعاج. لطالما أراد أحد الاطفال ان يعرف ما "يمكن أن يحصل" إذا رمى طابة التنس باتجاه المنزل. انتظر حتى غاب والداه عن المنزل ليقول للفتاة التي تهتم به إن "والدته تدعه يفعل هذا." ولشدة ما أصر وما بدا واثقاً تركته يفعل ما يشاء. وفي وقت لاحق من ذاك اليوم، عادت الوالدة إلى المنزل لتجد نافذة باب المرآب مهشّمة وقطع الزجاج متناثرة على الدرب المؤدي إلى المنزل. قالت والدته: "أفترض أنه أصبح يعرف الآن ما يمكن أن يحصل إذا رمى الطابة باتجاه المنزل. لكنه لطالما عرف على الأرجح أن هذا ما سيحصل." ما فعله الطفل هو أنه استخدم الكذب ليحصل على ما أراده فيما احتفظ في ذهنه بإمكانية أن يلقي اللوم على جليسة الأطفال لأنها سمحت له بذلك. هل هناك كذب لأجل الكذب؟! وثمة أولاد يكذبون لمجرد الكذب من دون أن يكون لديهم ما يكسبونه.  على سبيل المثال حين أصر الطفل على أن 2+2=5 فقد فعل هذا لأنه يستطيع أن يفعل هذا وكما توقّعت الأم تماماً ليرى ما يمكن أن يحصل. تشير بعض الدراسات إلى أن الأولاد الذين يتمتعون بقدرات إدراكية أفضل من سواهم يميلون إلى الكذب أكثر بما أن الكذب يتطلّب أن تبقى الحقيقة حاضرة في الذهن ومن ثم تحريف المعلومات والتلاعب بها. وتتطلب القدرة على الكذب بنجاح، المزيد من التفكير وتشغيل الذهن، وهو ما لم يكتسبه الطفل بعد لكن أمه تعتقد أنه يسير في هذا الاتجاه. وقد تم الربط بين البراعة في الكذب والمهارات الاجتماعية الجيدة في مرحلة لاحقة أيّ في سن المراهقة. كيف نتصرّف؟ ما ذكرناه لا يعني أن مثل هذا الكذب أو أيّ كذب يلجأ إليه الطفل يجب أن يمرّ مرور الكرام. فمن المهم أن نربي الولد على قيّم النزاهة والصدق وأن نحول دون أن يصبح الكذب متكرراً ودائماً أيّ أن نحول دون وصول الطفل إلى مرحلة يصبح معها الكذب مزعجاً ومصدر متاعب. تقضي أول خطوة في اكتشاف كيفية معالجة الكذبة باكتشاف السبب الذي يدفع الطفل إلى الكذب. هل يحاول الطفل تحاشي مشكلة؟ أن ينقذ ماء وجهه؟ هل هو كبير بما يكفي ليفهم أن الكذب خطأ؟ فالطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات الذي لم تمسكي به متلبساً وهو يرسم على الجدار يعلم أن الرسم على الجدار خطأ لكن لعله لا يدرك أن الكذب بهذا الشأن خطأ. وفي مثل هذه الحالة، يفضّل أن تعلّميه قيمة الأشياء بدلاً من أن تهدديه بالعقاب. أشيري بلطف إلى أنك تعتقدين أنه يعرف أكثر مما يقول ثم اشكريه وهنئيه إذا ما أفصح عن الحقيقة. يمكن لهذا أن يشجّعه على قول الحقيقة في المستقبل. وما عليك فعله أكثر هو ألا تهيئي الطفل والولد كي يكذب. إذا كنت تعلمين أن الطفل أراق الحليب على سجادة غرفة الجلوس لأنك رأيت ما حدث فلا تسأليه إذا ما أراق الحليب على السجادة بل لماذا حصل هذا. إذا علمت أن ابنك البالغ من العمر ست عشرة سنة يدخّن لأنك وجدت سجائر في السيارة فلا تسأليه إن كان يدخّن بل اسأليه متى بدأ يدخّن. في كافة الحالات، عبّري عن عدم رضاك عند الحديث مع الأولاد عن الكذب. كوني واضحة ومباشرة في كلامك معهم وقولي لهم إنّ الكذب خطأ واشرحي لهم السبب. أوضحي لهم أن الكذب يقوّض الثقة، وأنهم كلما كذبوا أكثر كلما أصبح من الصعب تصديقهم حين يقولون الحقيقة. حددي نتائج الكذب والتزمي بها. كلما نجا الولد بفعلته عندما يكذب كلما استمر في الكذب. حاولي أن تستبقي الأمور: إذا شعرت بأنه سيلجأ إلى الكذب، قولي "سأسرّ عندما تقول لي الحقيقة." وتذكري أن الكذب يختلف عن الاحتفاظ بالأمور للذات وعدم مشاركتها مع الاخرين. ويصحّ هذا بشكل خاص فيما الأولاد يقتربون من سن المراهقة، حيث يكره الولد أن يشاركك المعلومات، من دون أن يكذب حكماً. اسمحي لهم أن ينموا حسّ الاستقلالية لديهم ما يعني أنّ عليك أن تقاومي الحاجة إلى معرفة كل ما يدور من حولك، واعلمي أن الثقة بقدرتهم على اتخاذ القرار ستقلل من إمكانية أن يكذبوا عليك في الأمور الهامة فعلاً. ولعل الأهم بالنسبة إلى الأولاد من كافة الأعمار هو تشجعيهم على قول الحقيقة عبر اعطاء المثل الصحيح والتصرّف كقدوة. فمعظم الراشدين يكذبون "كذباً أبيض غير مؤذٍ" طيلة النهار، وعلى مسمع الأولاد. لعلك كذبت بشأن عمر الولد لتحصلي على حسم على سعر البطاقة لحضور مباراة كرة القدم أو قلت لمن يتصل بك إنك لا تستطيعين الحديث لأنك على وشك الخروج في حين أنك تستعدين للجلوس لمشاهدة فيلم. تذكّري دوماً أن الأولاد، لاسيما أولئك الذين لم يتجاوزوا العاشرة، لا يميّزون غالباً بين الكذبة الكبيرة والكذبة الصغيرة. هم يسمعون الكذب ويعرفون ما يحصل. والكذب سلوك نتعلّمه لكنه قابل للتغيير. وكلما سمعوا الكذب أكثر، كلما اعتقدوا أنه جزء طبيعي من السلوك والعكس بالعكس. وهذا يعني أن الحقيقة الكبرى هي أنّ تربية الأطفال الصادقين تبدأ بك ومعك.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يكذب الأولاد لماذا يكذب الأولاد



هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib