صحيفة يو أس إيه توداي تحتضر ورقيًا ورقميًا
آخر تحديث GMT 12:37:51
المغرب اليوم -

صحيفة "يو أس إيه توداي" تحتضر ورقيًا ورقميًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صحيفة

واشنطن ـ المغرب اليوم

عندما احتفلت «يو أس إيه توداي» بعيدها الثلاثين قبل أشهر، كانت الصحيفة الأميركية تواجه خطراً جدياً يهدد استمراريتها. فالجريدة التي رفعت شعار «صحافة الأمل» وقدّمت الخبر القصير، تنازع ورقياً ورقمياً، فيما إعلاناتها تتهاوى منذ 10 سنوات، لكنها تتمسك بالبقاء. في عيدها الثلاثين، تساءل البعض عن مغزى الاحتفال، على رغم أنها رفعت شعار «يو أس ايه توداي... ثلاثون سنة من اليوم». انطلقت «يو أس إيه توداي» في 15 أيلول (سبتمبر) 1982. ويُقسم تاريخها إلى ثلاث مراحل: السنوات العشر الأولى من حياتها سميت «ثورة الصحافة الوطنية»، إذ أطلقت الجريدة الخبر القصير والبليغ، فضلاً عن العنوان الجذاب والصور الملوّنة والرسومات اللاذعة. وركّزت على تغطية الأخبار الرياضية والمواضيع المسلية، بدلاً من الأخبار التقليدية. ورفعت مبدأ: «نغطي سقوط الطائرات وليس هبوطها». لكن ذلك لم يمنع شنّ حملة انتقادات ساخرة، إذ أطلق عليها: «ماك الصحافة»، تيمناً بماركة «ماكدونالد» للوجبات السريعة. قيل انها تقدم «الخبر السريع» وشذرات من المعلومات بدلاً من المعلومة المفصلة الكاملة التي تعتمدها الصحافة التقليدية. وتوقع لها الناقدون خسارة أكيدة. لكن مالكها ضخّ فيها أكثر من بليون دولار ليضمن استمراريتها. وراحت الصحيفة توزع مليون نسخة مجانية، على الفنادق وفي المطارات وعلى المسافرين وفي وسائل النقل العام. وحققت خمسة ملايين نسخة يومية لتصير الصحيفة الأكثر قراءة والأكثر توزيعاً في الولايات المتحدة يومياً، لا بل دفعت الصحف الأخرى إلى تغيير أسلوبها والاقتراب أكثر من القارئ الشاب الذي كان ينحو آنذاك نحو التلفزيون. في مرحلتها الثانية، همدت كل الانتقادات وبدأت «يو أس إيه توداي» تحقق أرباحاً، وتركز على تغطيتها الإخبارية في صفحتها الأولى. أما المرحلة الثالثة، فكانت كارثية، إذ غادر إدارتها الأخوان جون وتوم كورلي. وتراجعت نسبة مبيعاتها لتهبط بفارق كبير من المرتبة الأولى الى ما دون الـ «وول ستريت جورنال» وبعد «نيويورك تايمز». كما خسرت ميزتها في التغطية الرياضية مع طلوع فجر espn وغيره من المواقع المتخصصة بالرياضة. ووصل الأمر إلى صرف الموظفين، إذ سرّحت الإدارة 9 في المئة من العاملين عام 2010، أي 130 موظفاً. فأجمعت كل العوامل لتوفير «دوامة الموت». وفي محاولة يائسة للنهوض من تحت الأنقاض، عُيّن لاري كريمر العام الماضي مديراً للصحيفة، وهو عيّن بدوره ديفيد غالاواي رئيساً للتحرير. وعلى رغم أن الصحيفة ارتدت حلة جديدة بالكامل، ورقياً وإلكترونياً، احتفاءً بعيدها الثلاثين. فقد ركز كريمر على التكثيف من إنتاج الفيديوات في الموقع الإلكتروني، مع تكريس صفحة لردود القراء من خلال «تويتر» و«فايسبوك». كما أعاد لعبة الألوان التي اعتمدتها الصحيفة قبل ثلاثة عقود، ونجحت حينها، مع مزيد من الألوان والصور والرسومات. وشدد كريمر على «إعادة إشعال الثورة في صياغة الخبر وتقديمه بأسلوب يعلم ويسلّي في الوقت ذاته». لكن، واستناداً إلى تاريخ الصحيفة، يتوقع مراقبون نهايتها خلال ثلاث سنوات. ويرى هؤلاء أن قراء «يو أس إيه توداي» كانوا عند صدورها من الشباب وهواة الرياضة وغير المتزوجين والمسافرين. إلا ان كل هذه الفئات توجّهت اليوم إلى منابع أخرى. ويذكّرون بأن الصحيفة لجأت عام 2010 إلى الإنترنت لتحافظ على وجودها، مركّزة على إيصال موادها الخبرية الآنية عبر موقعها الإلكتروني، مع نشر التقارير في غضون 30 دقيقة من وقوع الحدث. ثم أصدرت طبعة رياضية مستقلة، وحوّلت مزيداً من مواردها نحو تقديم المحتوى في شكل رقمي، لتؤمن حصة أكبر من سوق الأخبار على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. ومع ذلك، يستمر عدد قراء الصحيفة في الانخفاض، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإعلانات التي تراجعت بنسبة 74 في المئة بين عامي 2003 و2013. وعلى رغم جمال شعارها الأزرق الجديد، والذي أطلقت عليه «نبض الأمة»، فإنها خسرت صورتها كصحيفة مبتكرة، فيما صيت مالكها كـ «صارف الموظفين» أثّر سلباً في صورته في عالم الصحافة.  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحيفة يو أس إيه توداي تحتضر ورقيًا ورقميًا صحيفة يو أس إيه توداي تحتضر ورقيًا ورقميًا



GMT 20:08 2021 الجمعة ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

آليات حماية الصحافيين تجمع مديرية الأمن والنقابة

GMT 21:58 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية تُسرّح جميع موظّفيها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 19:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها "ورد وشوكولاتة"
المغرب اليوم - الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها

GMT 04:12 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 00:44 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة ميريل ستريب تتحدّث عن معاناة المرأة بشكل عام

GMT 03:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

"دولتشي أند غابانا" تطرح مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 16:35 2023 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.6 ريختر يضرب شرق روسيا

GMT 10:12 2023 الأربعاء ,10 أيار / مايو

مقتل صحفي فرنسي في قصف روسي في شرق أوكرانيا

GMT 14:51 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

بيدري نيتو يغيب عن كأس العالم 2022 بسبب الإصابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib