قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ
آخر تحديث GMT 11:06:45
المغرب اليوم -

قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ

قطار جيمس بوند المغربيّ
الرباط ـ المغرب اليوم

يستعيد خطّ سكك الحديد في قلب الصحراء المغربية بناه المستعمرون الفرنسيون، وساهم بشهرته آخر آفلام جيمس بوند، زخمه بفضل سويسري سبعيني يُدعى إدوارد كونز، يقود السياح في رحلات على "قطار الصحراء" بين مدينتي وجدة وبوعرفة في شرق البلاد، وبفضل مثابرة  إدوارد الذي يسميه الجميع "إيدي" يمكن للسياح استقلال هذا الخط الذي تسلكه فقط بعض قطارات الشحن.

وأوضح السويسري الناطق باللغة الألمانية والخبير السابق في دقة الساعات، والمقيم في المغرب منذ 30 عامًا، إدوارد، بقوله "لقطع مسافة 305 كيلومترات يحتاج القطار من ثماني ساعات إلى 12 ساعة وأحيانًا أكثر في حال اضطررنا إلى إزالة الرمال أو في حال هبوب عاصفة، لكن المهم ان ينطلق القطار"، حيث هو بات معتادا على فكرة أنّ "قطاره" لا يصل في الوقت المحدد أبدًا، رغم أنّه يردّد دائمًا "لطالما عشقت القطارات"، وعند انطلاق كل رحلة ينظّمها ينظر بتأثر وهو واقف في المقطورة الأخيرة إلى محطة وجدة ويصرخ بلهجة ألمانية "يالا" (أيّ هيا بنا).
وعلّق إدوارد وراءه خارطة بخطوط السكك الحديد ويظهر فيها خط وجدة-بوعرفة الذي يتيه بين رمال الصحراء محاذيًا الحدود الجزائرية، وبات هذا الخط شبه مهجور رغم أنه كان في السابق نقطة انطلاق لمشروع طموح كان سيربط عبر الصحراء البحر المتوسط بأفريقيا السوداء.
وبدأ بناء الخط في نهاية عشرينات القرن الماضي عندما كان المغرب خاضعًا لنظام الحماية الفرنسية وتوقف من الجانب المغربي عند بوعرفة، وفي هذه المنطقة الغنية بالمعادن استخدم الخط لنقل البضائع والسكان والجنود الفرنسيين، إلّا أنّ معظم المناجم والمصانع أغلقت أبوابها ورحل الفرنسيون وحلت الطرقات مكان السكك الحديد، وتوقفت، عام 1994، خدمة نقل الركاب على هذا الخط.

ووقع اختيار إيدي كونز الوافد الجديد إلى قطاع السياحة المغربي، على هذا الخط الذي يمر بمناظر طبيعية رائعة، لتنظيم رحلات في القطار، ولهذا السبب اختاره أيضًا، منتجو سلسلة أفلام جيمس بوند لتصوير مشهد من "سبكيتر" حيث يدعو دانييل كريغ ليا سيدو في المشهد إلى عشاء رومنسي في مطعم القطار قبل أن يتحول إلى عراك مع الأشرار فوق السكة، حيث أعدّ قطار خاص للتصوير إلّا أنّ الخط والمناظر الطبيعية بقيت على حالها.

وأشار كونز الذي قام بالرحلة عبر القطار أكثر من أربعين مرة، إلى أنّ "الرحلة تبدأ بعشرات الكيلومترات عبر سهول خصبة ومن ثم تبدأ بالصعود وتمر عبر نفق تيولي ليتحوّل المشهد إلى صحراوي"، وبدأت مغامرة إيدي عام 2004.
وقامت سويسرا بمفاوضات مع المكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب لتسيير القطار للسياح بمقطورات عدّة من بينها واحدة مكيفة مخصّصة للدرجة الأولى، حيث يمكن التقاط صور من خلال النوافذ المفتوحة.
وقال السويسري مستذكرًا أنّ الرحلة الأولى "لم تكن مربحة"، حيث كان يستأجر القطار من المكتب الوطني للسكك الحديدية، ومن ثم بدأت الرحلات تزداد لتصل إلى خمس أو ست في السنة، وتمرّ خلال الرحلة، المناظر ببطء فالسرعة محددة بخمسين كيلومترًا في الساعة وقد تتراجع أحيانا إلى عشرة كيلومترات، وينبغي على القطار أن يتوقف عندما يغزو الرمل السكك، فتنزل مجموعة من عمال السكك الحديد مسلحين برفوش لإزالته، كما يتوقف القطار في محطات مهجورة إلّا أنّها محفوظة بوضع جيد وهي من مخلفات الحقبة الاستعمارية، ورغب إيدي بترميم إحدى هذه المحطات ليحوّلها إلى مطعم يتوقف فيه القطار ظهرًا ما يوفر فرص عمل للسكان.

وصرّحت منى وهي مغربية مقيمة في باريس، كانت العربية الوحيدة بين الزوار الأجانب القادمين من أوروبا، بقولها "الوتيرة والأصوات والحر وبطء القطار كلّها عوامل تخلّف جوًا رائعًا فالسهوب أمامنا واللانهاية خلفنا".

ويقدّم الطعام داخل القطار، من قِبل الطباخ عزيز الذي يعدّ الوجبات والشاي بالنعناع في إحدى المقطورات، وبعلّق قائلًا "هذا القطار مهم جدًا فهو يوفر فرص عمل ويروّج لبلادنا"، وكان كونز يهدف إلى تنظيم أربع رحلات إضافية وأن يتمكن على المدى الطويل أن يتيح هذا القطار لأكبر عدد من السياح لا سيما من المغرب"، مؤكدًا "البعض يحب شراء سيارة الـ"بي إم دبليو"، أمّا أنا فاشتري قطارًا".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ



ميريام فارس بإطلالة جريئة وتصاميم بيار خوري تبرز اختلاف الأسلوب بينها وبين ياسمين صبري

بيروت - المغرب اليوم

GMT 15:13 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 09:53 2025 الثلاثاء ,05 آب / أغسطس

أفضل 5 هدافين في تاريخ أعظم 10 منتخبات وطنية

GMT 10:51 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأرصاد الجوية الوطنية لحالة طقس الأحد في طنجة

GMT 21:36 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

صراع أسطوري بين رونالدو وميسي يشهده كلاسيكو 237

GMT 18:13 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أسباب تجاهل الرجل للمرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib